سورة العنكبوت - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (العنكبوت)


        


{وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (47) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (49)} [العنكبوت: 29/ 46- 49].
هذه هي طريقة إرشاد الكتابيين إلى الإسلام، تلتزم أصول المنهج التالي:
أولا- الجدال بالتي هي أحسن: ينهانا القرآن الكريم أن نجادل أهل الكتاب (اليهود والنصارى) إلّا بالطريقة الحسنة، وبالأسلوب الأحسن، فإنهم قوم يؤمنون بوجود الله واليوم الآخر، ويصدّقون بما أنزل على موسى وعيسى عليهما السّلام من الكتب السماوية، فكانوا أولى الناس بالالتقاء على هدي الإسلام الذي ضمّ الأديان كلها، والإيمان بخاتم الأنبياء.
لكن الذين ظلموا أنفسهم، وعادوا للحقّ، وتركوا سبيل الحجة الواضحة، ولم يستعملوا منطق العقل المجرد البعيد عن العصبية والهوى، فإنهم ميئوس من إرشادهم وإصلاحهم، وهم من بقي على كفره منهم.
ثانيا- الإيمان بأصول الأديان: يأمرنا القرآن المجيد أيضا أن نعلن إيماننا برسالة الإسلام الشاملة التي تعني الخضوع لله تعالى، وبأن الإله إله الجميع، إلهنا وإلهكم واحد، لا شريك له، وإيماننا بما أنزل إلينا من القرآن، وإليكم من التوراة والإنجيل في أصلهما المنزّلين، ونحن عابدون خاضعون لله، مطيعون أوامره، مجتنبين نواهيه.
ثالثا- إنزال الكتب على الجميع: مثل إنزال الله الكتب على من قبلك من الرسل أيها الرسول النّبي، إنزال القرآن إليك، فالذين جاءهم الكتاب السابق من اليهود والنصارى إذا نظروا وتأمّلوا بحق يؤمنون بالقرآن الكريم، ومنهم من آمن به بالفعل، كعبد الله بن سلام اليهودي الأصل، وسلمان الفارسي المتنصر المعروف بسلمان الخير، ونحوهما، وما يكذّب بآيات الله ويجحد بمضمونها إلّا الذين أوغلوا في قيعان الكفر وركنوا إليه.
رابعا- أمّية النّبي: ولم تكن أيها النّبي قبل النّبوة تقرأ شيئا من الكتب، ولا تعرف الكتابة ولا القراءة، ولا تستطيع أن تخطّ سطرا من الكتاب بيمينك، فأنت خالي الذهن، لم تتشرب بشيء سابق، ولو كنت قارئا وكاتبا، لشكّ المشركون الجهلة فيما نزّل إليك، وادّعوا أنه مأخوذ من كتب سابقة، وإذ لم تكن كاتبا ولا قارئا ولا سبيل لك إلى التّعلم، فلا وجه لارتياب كل من عاداك، فأهل الباطل هم المتمسكون بالضلالات الموروثة، والانحرافات الشائعة.
خامسا- القرآن منزل من عند الله تعالى: بل إن هذا القرآن آيات واضحات الدلالة على الحقّ، وذلك أمر مستقر في قلوب العلماء من أهل الكتاب وغيرهم، ولكن ما ينكر وما يكذب بآيات الله النّيّرة ويبخسها حقّها، ويردّها إلّا أهل الظلم، وهم المعتدون المكابرون المعاندون، الذين يعلمون الحقّ ويحيدون عنه، كما جاء في آية أخرى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 10/ 96- 97]. إن أصول الجدل العلمي الصحيحة، تميّز بها القرآن الكريم، ولم تكن آياته وإرشاداته إلّا منارة للحق، وسبيلا قويما لمعرفة الإيمان الحقّ، واتّباع رسالة الحقّ.
المطالب التعجيزية للمشركين وأشياعهم:
آثر المشركون في صدر الدعوة الإسلامية وحين نزول الوحي الإلهي أن يظلّوا على شركهم وعنادهم، فلم يصغوا لنداء المنطق، ولم يستجيبوا بإمعان لدعوة الحق ورسالة الإنقاذ، وآزرهم في هذا الموقف بعض اليهود الذين كانوا يعلّمون قريشا هذه الحجة وهي: لم يأتكم محمد صلّى اللّه عليه وسلم بمثل ما جاء به موسى من العصا وغيرها، فطالبوا بمعجزات مادّية محسوسة، ولم يكتفوا بإنزال القرآن الكريم المعجزة الأبدية الخالدة، وزادوا في غيّهم، فاستعجلوا العذاب الذي أوعدهم به القرآن والنّبي عليه الصّلاة والسّلام، ولم يدروا أن العذاب الأكبر في نار جهنم سيحيط بهم إحاطة تامّة، قال الله تعالى واصفا هذا الموقف الوثني ومن يؤيّده:


{وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (52) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)} [العنكبوت: 29/ 50- 55].
قالت قريش وبعض اليهود تعنّتا وتعجيزا: هلا أنزل على محمد آية حسّية مادّية، كآيات الأنبياء المتقدّمين، مثل ناقة صالح، وعصا موسى، ومائدة عيسى عليهم السّلام، لإثبات صدقه وأنه رسول الله؟! فأجابهم القرآن الكريم في قوله تعالى آمرا نبيّه عليه الصّلاة والسّلام أن يعلمهم أن هذا الأمر بيد الله تعالى، لا يستنزله الاقتراح والتّمنّي، وأن النّبي بعث نذيرا، ولم يؤمر بغير ذلك، فليقفوا عند حدود الأدب والطاقة.
أو ليس يكفيهم دليلا على صدق نبوّتك يا محمد إنزال القرآن المجيد عليك، والذي هو أعظم الآيات، وهو المعجز للجنّ والإنس، ويتلى عليهم آناء الليل وأطراف النهار، وفيه أخبار الماضين، وعظة اللاحقين، وإنذار الآتين في المستقبل، وفي ذلك الكتاب من الرحمة والذكرى الكافية للمؤمنين.
حكى الطبري وغيره: أن هذه الآية: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} نزلت بسبب قوم من المؤمنين أتوا النّبي صلّى اللّه عليه وسلم بكتب، قد كتبوا فيها بعض ما يقول اليهود الذين أخبروهم بشيء من التوراة، فأنكر رسول الله صلّى اللّه عليه وسلم ذلك، قال: «كفى بهذا ضلالة، قوم رغبوا عما أتاهم به نبيّهم، إلى ما أتى به غيره».
ونزلت الآية بسببه. قال ابن عطية:
والتأويل الأول أجرى مع نسق الآيات، أي إنهم طلبوا آية بحسب مزاجهم، فأجابهم الله بأن القرآن أعظم الآيات.
ثم أمر الله نبيّه صلّى اللّه عليه وسلم بالاستناد إلى أمر الله تعالى، وأن يجعله حسبه أو كفايته شاهدا وحاكما بينه وبينهم، بعلمه وتحصيله جميع أمورهم.
إنه تعالى لا تخفى عليه خافية، يعلم جميع ما هو كائن ويكون في السماوات والأرض، ويعلم الذين آمنوا بالباطل: وهو عبادة الأوثان والأصنام من دون الله، وجحدوا بوجود الله أو توحيده، مع توافر الأدلة على الإيمان به، أولئك لا غيرهم هم الخاسرون في صفقتهم، حيث اشتروا الكفر بالإيمان، وسيجازيهم الله تعالى في القيامة على ما فعلوا.
ثم أخبر الله تعالى عن لون آخر من جهل المشركين وحماقتهم، وهم كفار قريش الذين يتعجلون نزول العذاب بهم، على جهة التعجيز والتكذيب، وهو العذاب الذي توعدهم به محمد صلّى اللّه عليه وسلم، ولولا كون العذاب محددا بوقت معلوم، لأتاهم من حيث لا يشعرون، ولسوف يأتيهم فجأة، وهم لا يحسّون بمجيئه، بل يكونون في غفلة عنه.
إنهم يتعجلون العذاب، والعذاب الأكبر واقع بهم حتما، وهو عذاب جهنم الذي يحيط بهم وبأمثالهم من كل جانب، وهذا توعّد بعذاب الآخرة.
وصفة تعميم العذاب: أنه يحيط بهم من كل جانب، ويغطّيهم من كل جهة من جهاتهم، ويقول الله تعالى على سبيل التوبيخ والتقريع: ذوقوا جزاء ما كنتم تعملون في الدنيا من الكفر والمعاصي. ويشبّه العذاب بالذوق تهكّما وتبكيتا، كما في قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدّخان: 44/ 49].
الهجرة عند تعطيل الشعائر:
يريد الله تعالى أن يستمرّ تدفّق ذكره ومناجاته وعبادته وإعلان توحيده والالتزام بشريعة القرآن الكريم والنّبي العدنان، في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة، ليتصل نداء الحق، وتستمر الصّلة الإلهية قوية بالبشر، يؤدي كل جيل ما عليه من واجبات الطاعة والاستقامة، وأداء الأعمال الصالحة التي تؤدي إلى مرضاة الله عزّ وجلّ، والاستقرار في دار المجد والسلام والخلود وهي دار الجنة. وهذا كله تفضّل من الله تعالى بتوجيه البشر لما فيه خيرهم، وترك ما فيه شرّهم وضررهم، وهذا ما رسمته لنا الآيات بالمبادرة بالهجرة من ديار الكفر إذا تعذّر على المسلم إقامة شعائر دينه، إلى ديار الإسلام، قال الله تعالى:


{يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)} [العنكبوت: 29/ 56- 60].
الآية الأولى: {يا عِبادِيَ} نزلت في ضعفاء مسلمي مكة، كانوا في ضيق من إظهار الإسلام بها.
وهي تحرّض المؤمنين الذين كانوا بمكة على الهجرة، فأخبرهم الله تعالى بسعة أرضه، وأن البقاء في أرض فيها أذى الكفار ليس بصواب، بل الصواب أن تلتمس عبادة الله تعالى في أرضه. فيا أيها العباد المصدّقون بالله ورسوله، إن أرض الله واسعة غير ضيّقة، يمكنكم الإقامة في أي موضع منها، فإذا تعذّرت عليكم إقامة شعائر الدين، بسبب أذى الكفار، فهاجروا إلى مكان آخر، تتوافر لكم فيه الحرية والطمأنينة في إقامة شعائر الله، وما عليكم إلّا متابعة عبادة الله وحده دون غيره، وقوله تعالى: {فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} إياي: منصوب بفعل مقدر يدلّ عليه الظاهر، تقديره: فإياي اعبدوا فاعبدون، على الاهتمام أيضا في التقدير.
ولا خوف من الهجرة والانتقال في البلاد، فإن الموت كائن لا محالة لكل نفس، في كل مكان، ثم إلى الله المرجع والمآب، أي إن المكروه لابد من وقوعه، في داخل الوطن أو خارجه. وهذه الآية {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ...} تحقير لأمر الدنيا ومخاوفها، من أجل أن بعض المؤمنين تخوّف في حال خروجه من وطنه أن يموت أو يجوع ونحو هذا، فحقّر الله تعالى شأن الدنيا، والمراد: أنتم لا محالة ميتون، ومحشورون إلى الله تبارك وتعالى، فالبدار إلى طاعة الله تعالى والهجرة إليه أولى بالامتثال.
ثم وعد الله المؤمنين العاملين بسكنى الجنة، تحريضا منه تعالى، وذكر الجزاء الذي ينالونه، فالذين صدقوا بالله ورسوله، وعملوا صالح الأعمال بالتزام أوامر الله واجتناب نواهيه، لينزلنّهم الله منازل عالية في جنات، تجري الأنهار من تحت أشجارها، على اختلاف أصنافها من ماء وخمر غير مسكرة، وعسل مصفى، ولبن، ماكثين فيها أبدا على الدوام، جزاء لهم على أعمالهم الطيّبة، نعم هذا الجزاء جزاء العاملين المخلصين.
ثم وصف الله تعالى العاملين بالصبر على أداء الطاعات وعن الشهوات، والتوكّل على الله وتفويض الأمور إليه في جميع أحوالهم الدنيوية والأخروية، والصبر والتوكّل يجمعان الخير كله.
والذي يعين على الهجرة ويحرّض عليها ضمان الله أرزاق العباد، لأن بعض المؤمنين فكّر في الفقر والجوع الذي يلحقه في الهجرة، فأبان الله تعالى أن الرزق مكفول بيد الله لكل مخلوق، فكم من دابّة (كل ما يدبّ على الأرض) لا تطيق حمل رزقها لضعفها، ولا تستطيع جمعه وتحصيله، الله ييسّر لها الرزق على ضعفها، وييسّر لكم الرزق أيها الناس، والله هو السّميع لأقوال عباده، العليم بضمائرهم وأسرارهم. والمعنى: الله يرزقكم أنتم، ففضّلوا طاعة الله على كل شيء.
نزلت هذه الآية: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ} كما روى ابن عباس: أن النّبي صلّى اللّه عليه وسلم قال للمؤمنين بمكّة حين آذاهم المشركون: اخرجوا إلى المدينة وهاجروا، ولا تجاوزوا الظلمة، قالوا: ليس لنا بها دار ولا عقار، ولا من يطعمنا ولا من يسقينا، فنزلت الآية: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ} الآية.
إقرار المشركين بالخالق:
مهما استبدّ العناد بأهل الشّرك والوثنية لا يجدون مناصا من الاعتراف بربوبية الله وكونه خالق الكون: سمائه وأرضه، كواكبه وشمسه وقمره، برّه وبحره، وأنه منزل المطر من السماء لإحياء الأرض بعد موتها وجفافها، وأنه الرازق المتصرّف بكل شيء، فإذا كان هذا مستقرّا في عقيدتهم، مترسّخا في أذهانهم، فلم يبق إلا إكمال هذه العقيدة بالإقرار بوحدانية الله تعالى، وأنه لا سواه الأحقّ بالعبادة، والأولى بالتوجّه إليه في السّر والعلن، لاستمداد الخير منه، ودفع الشّر والضّرر به، قال الله تعالى مبيّنا هذه الحال السائدة بين المشركين:

1 | 2 | 3 | 4 | 5